حيوانات ليست ثدييات.. لكنها ترضع صغارها!
على الرغم من أننا عادة ما نفكر في الحليب على أنه السائل المحتوي على اللاكتوز والذي يفرز من غدد الثدي (mammary glands)، فإن العلماء اكتشفوا أنه ليست الثدييات فقط هي التي “تدر الحليب”، و ذلك وفقا لتقرير لكريستينا سالينسكي في موقع ديسكفر ماغازين (discover magazine).
فهناك العديد من الأنواع التي تمنح أطفالها الدعم من خلال صنع مواد -شبيهة بالحليب- خاصة بهم. هذه الأنواع الشبيهة بالحليب ليست فقط غنية بالمغذيات، بل إن بعضها يحتوي على مكونات تساعد الصغار على محاربة العدوى أو تكوين ميكروبيوم الأمعاء، تماما مثل حليب الثدييات، وهذا دليل على أن عالم الحيوان ما يزال لديه كثير من المفاجآت.
البطريق الإمبراطوري
بالنسبة لطيور البطريق الإمبراطوري في القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، فإن الذكور هي التي تقضي الشتاء القاسي في احتضان البيضة، وهي أيضا التي تصنع سائلا دهنيا في حواصلها، كما تقوم باجترار حليب الحوصلة لإطعام صغارها، بينما لا تصنع الإناث الحليب، بل تجلب الطعام إلى الصغار بدلا من ذلك.
ذبابة التسي تسي
ذبابة التسي تسي هي حشرات لادغة يمكنها نشر كائن طفيلي يسبب مرض النوم لدى الإنسان، وهي ذبابة تلد صغارها على عكس معظم الحشرات، حيث تنمو اليرقة داخل رحم أنثى ذبابة “تسي تسي”، والذي يحتوي على غدد تفرز مادة شبيهة بالحليب لدعم اليرقة، و كما هي الحال مع حليب الثدييات، تتغير الخصائص الغذائية لهذا “الحليب” مع نمو اليرقة.
صرصور المحيط الهادي شبيه الخنفساء
تنمو يرقات الصرصور -مثل يرقة ذبابة التسي تسي- داخل أجساد أمهاتها حيث تتغذى على سائل يقول عنه العلماء إنه أحد أكثر أنواع “الحليب” غنى بالسعرات الحرارية على هذا الكوكب.
الحمام
ينتج كل من إناث وذكور الحمام سائلا مغذيا أبيض اللون من كيس تخزين الطعام في حلوقها (الحوصلة)، ولا تأكل فراخها سوى “حليب الحوصلة” هذا في الأيام الثلاثة الأولى بعد الفقس، ثم يبدأ الكبار في تقديم الطعام للصغار.
وعلى الرغم من استمرار الصغار في الحصول على حليب الحوصلة حتى يبلغوا من العمر 28 يوما تقريبا، فإنه -وكما هي الحال مع حليب الثدييات- وجد العلماء أن حليب الحوصلة يحتوي على أجسام مضادة من الوالدين، وينشط الجينات المشاركة في جهاز المناعة، ويسهم في تكوين ميكروبيوم الأمعاء، كما أن الهرمون الذي يحفز إنتاج الحليب في إناث الثدييات، والذي يسمى البرولاكتين، هو أيضا ما يحفز إنتاج الحليب في كل من ذكور وإناث الحمام.
العناكب القافزة
تصنع أنثى العناكب القافزة التي تعيش في جنوب شرق آسيا مادة مغذية لصغارها التي تتغذى عليها للبقاء على قيد الحياة، حيث تلتف العناكب حول أمها مثل مجموعة من الجراء لتتغذى على هذا “الحليب”، والذي يحتوي على بروتين أكثر بأربعة أضعاف من حليب الأبقار، ويغذيها لمدة 20 يوما تقريبا، ثم تبدأ باصطياد الطعام بمفردها.
سمك القرص
تصنع أسماك القرص الأمازونية الملونة مخاطًا يشبه الحليب لإطعام صغارها، وينتج كلا الوالدين المخاط اللزج من جلودهما، وهو ليس غنيا بالمغذيات فحسب، بل يحتوي أيضا على بكتيريا مفيدة تستوطن وتؤسس ميكروبيوم الأمعاء في الزريعة، والتي لا تتغذى على أي شيء غير ذلك حتى عمْر 3 أسابيع، ثم يبدأ الوالدان في السباحة بعيدا لفترات أطول وأطول حتى تتمكن الأسماك الصغيرة من استكشاف الأطعمة الأخرى، مثل الطحالب والديدان الصغيرة.
الفلامنجو (النحام الوردي)
يصنع طائر الفلامنجو -ذكورا وإناثا- حليب الحوصلة أيضا، ويجتره في أفواه فراخه لمدة تصل إلى 6 أشهر، ويتميز حليب الحوصلة بلون أحمر فاتح بسبب وجود مضادات الأكسدة ذات اللون الأحمر والتي تسمى الكانثازانثين، والتي تساعد أيضا على تحول الفراخ من اللون الأبيض إلى اللون الوردي، بينما تفقد طيور الفلامنجو الأمهات لونها الوردي وتصبح أكثر بياضا خلال موسم التكاثر بسبب منحها العناصر الغذائية للفراخ.
عديمات الأرجل
عديمات الأرجل هي برمائيات استوائية تشبه الديدان الكبيرة أو الثعابين اللزجة، والتي تلد بعض أنواعها ويأكل الصغار الذين ينمون داخل الأم الخلايا المبطنة لأنبوب الرحم، ولكن في الأنواع الأخرى من عديمات الأرجل، تتحول الطبقة الخارجية من جلد الأم إلى وجبة غنية بالعناصر الغذائية للنسل، تتقشر لتأكلها الصغار بأسنان خاصة، وعلى الرغم من أنه ليس سائلا، فإنه يؤدي وظيفة مماثلة للحليب.
هذه الأنواع من الحليب ليست فقط غنية بالمغذيات، بل إن بعضها يحتوي على مكونات تساعد الصغار على محاربة العدوى أو تكوين ميكروبيوم الأمعاء، تماما مثل حليب الثدييات