مدينة نارا في وسط اليابان هي موطن لأكثر من 1000 قطيع من غزلان السيكا التي تجوب الشوارع المزدحمة وترفه عن المارة والسياح.
كانت الغزلان قديماً تعتبر رسلا مقدسة للآلهة في عقيدة الشنتو وقتلهم يعتبر جريمة عقوبتها الإعدام، ولكنها اليوم ثروة وطنية ومن أبرز عوامل الجذب السياحي في المدينة.
كانت مدينة نارا، وهي مدينة في منطقة كانساي في اليابان في أوجها في القرن الثامن، خلال الفترة المعروفة بـ “حقبة نارا” وكانت حينها أول عاصمة دائمة لليابان. تقع المدينة بالقرب من الغابات الجبلية التي تضم مجموعة متنوعة وغنية من النباتات والحيوانات.
في بداية تأسيسها، كانت المدينة تضم العديد من المعابد البوذية ومزارات الشنتو التي ساهمت مفاهيمها على ترسيخ احترام الطبيعة ورعاية الحيوانات لدى السكان. وتقول الأسطورة أنه في عام 768، عندما أنشأت عائلة فوجيوارا مزار ضريح كاسوغا العظيم في سفوح جبل واكاكوسا، نزل آلهة الشنتو من الجبل إلى الحرم الجديد على ظهر غزال أبيض مقدس. ومنذ ذلك الحين، أصبحت الغزلان حيوانات مقدسة ورمزا للمدينة.
وفقا للتاريخ، وحتى عام 1637 كان قتل الغزلان في نارا جريمة كبيرة يعاقب عليها القانون بالإعدام، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية ، تم إلغاء مفهوم قداسة الغزلان رسميا، والإعلان عن أنها ثروة وطنية ومحمية من قبل الحكومة.
غزلان السيكا هي حيوانات هادئة ولطيفة تمنح الشعور بالسلام والصفاء، حتى أنها تكيفت وأصبحت صديقة للإنسان تتجول بكل حرية في الشوارع وحديقة نارا الشهيرة في المنطقة.
وتهتم مؤسسة حماية الغزلان في حديقة نارا برعاية والإشراف على الجوانب الصحية وسلامة البشر والغزلان في الحديقة وخارجها، بما في ذلك حماية الغزلان من حوادث المرور.
في شهر أكتوبر من كل عام، وعلى مدى السنوات الـ330 الماضية، يتم قطع قرون ذكور الغزلان لتجنب الحوادث وذلك في فصل الخريف خلال موسم التكاثر.
بعض الغزلان مغامرة وفضولية تزاحم الزوار داخل محلات بيع الهدايا التذكارية الخاصة بالغزلان.
يقال أن الغزلان قد تعلمت عبور الشوارع في جميع أنحاء الحديقة والمدينة باستخدام المعابر المخصصة للمشاة، حتى أنها تنحني على الطريقة اليابانية أمام الزوار الذين يقدمون لها الطعام. (شاهد الفيديو).